الفصل الرابع
ورونى على التوقيع ضحكاتٍ خافتة. ما إن يفتح روج حتى نفسه في غرفة خشبية صغيرة، أضواؤها توح منها رائحة الخشب القديم. بعد أن فتحت الباب ودخلت منه امرأة ذات شعر بني طويل وعينين خضراوين، ابتسمت لها:
– "مرحبًا… كيف حالك الآن؟"
أجاب روني بصوت متعب:
– "أنا بخير... أين أنا؟"
وقالت وهي تقترب منه:
– "أنت في مطعمي. لقد برمجك السيّد أمْسِلَم إلى هنا."
رفع حاجبيه بدهشة:
– "أمْسِلَم؟ من يكون؟"
رديت:
– "إنه مقاتل مصنّع من قوات الدفاع (A)، أحد أبرز القادة العسكريين. على فكرة... ما اسمك يا فتى؟"
- "أنا... أدعى روني، هل تريد؟"
– "اسمي سارة، تشرفت بمعرفتك."
تابعت لوجود:
– " لقد وجدك أمْسِلَم في الغابة مددًا على الأرض، غارقًا بالدماء."
تجمّدت ملامح روني للحظة، ثم تذكر:
– "آخر ما أذكره… أسدٌ عملاق عجزني… وأنا الجوابّ."
ضحكت سارة بخفة:
– "لا تبدو كمن يقدر على قتال أسدٍ من ذلك الحجم!"
الضخمة أن يكمل، انفتح الباب من جديد ودخل رجل ضخم مفتول رشيق، شعره أحمر ناريني وعيناه زرقاوان ثقبتان. قال بنبرة قوية:
– "لقد حصلت على هذا... من أنت؟"
– "أنا روني. وأنت؟"
- "أنا أمْسِلَم". ثم تفت إلى سارة:
– "سارة، هل تركتنا قليلًا؟"
جزتها رأس الموافقة وابتسمت:
– "بالطبع، اعتنوا بأنفسكم." ثم المهم.
جلسة أمْسِلَم أمام روني وقال بجدية:
– "ماذا تفعل في الغابة؟"
تريد روني:
– "لا شيء محدد… كنت أتمشى فقط."
قطّب أمْسِلَم حاجبيه:
– "وجدتك الشاملة بالدماء، تتمسك بسكين بيدك. ثم فجأة هجم عليك أسد سحري من الرتبة (B). كنت تتوقع أن تفر من الرعب… لكنك، أمام عيني، تفاديت باتجاه لا يفعلها إلا محترف، من مستوى (S) أو (N)!"
ضحكت بضحكة رائعة:
– "ثم ضحكت ساخرًا، وأدرت سكينك تجاهك من ذوي الخبرة مخضرم… ودفعت نحو الوحش بجرأة أدهشت. لحظةٍ صدّقت أنك ستقتله وحدك… لكنك فقدت وعيك تمامًا قبل أن تكمل ذلك."
خفض صوته قليلًا:
– "لو لم أتدخل أنا وطاقيمي في اللحظة الأخيرة، لاتهمك ذلك الوحش. قضينا عليه وانتزعنا بلورة من جسده... وصنعتُ لك منها هذا الخنجري السحري. تفضل."
تأمل روني الخنجر المضيء وقال بإعجاب:
– "رائع… شكرا لك. لكن… أي خطة تقصد؟"
أكتب أمْسِلَم:
– "كل وحشٍ سحري عصر في جسده بلورة. عندما نقتله، نستخرجها، ويمكننا استخدام أسلحة، تركيبة، أو حتى إكسير يضاعف قوتك."
ثم وقف وقال:
– "تعال، سأعرفك بفريقي."
قاد روني إلى غرفة واسعة أخرى، حيث تجلس عدة رجال. أدخل أمْسِلَم وقال بصوت عالٍ:
– "هلاً بالجميع! دعوني أقدم لكم هذا الشاب المذهل، الذي كاد مكافأة أسدًا من الدرجة (ب). إنه روني!"
وبعد روني بخطواتٍ مترددة، فشار أمْسِلَم نحو رجل يجلس واضعاً يده على سيفٍ ضخم:
– "هذا تايسون، نائبي، مقاتل من الرتبة (أ)."
ثم انضم الرجل إلى عملاق يعلّق البندقية على ظهره وتدل على خاصرته عدة مسدسات:
– "وهذا كارو، قناص من الرتبة (A)."
رجل أخيرًا إلى يرتدي القبعة الخضراء:
– "أما هذا فهو زيزو، طيار من الطقم (R)."
قال روني بابتسامة تجارية:
– "تشرفت بكم جميعا."
ابتسم تايسون بخفة وسأله:
- "أين يا روني؟"
ارتبك لوهلة، ثم أجاب:
– "لا يشترط… تهت، ولا أعرف شيئا عن هذا العالم الغريب."
وضع أمْسِلَم يده على كتفه وقال:
– ""دعني أشرح لك. في هذا العالم، القوة والمال هما كل شيء. من دون القوة لا تملك مالًا… ومن دون المال، لا يؤثر بقوة قوتك. لكن في النهاية، القوة هي ما تتسبب في المال والسلطة."
شاركت روني في أسلحتهم بمفاجأة:
– "أسلحتكم مذهلة... كيف حصلتم عليها؟"
ضحك أمْسِلَم:
– "الأمر البسيط. كلما كان الوحشي، كانت بلورته أندر. سيف على ظهري من الصف (S). أما سيف تايسون، فبلورة واحدة صنعت منه سيفين.
تردد روني قبل أن يسأل:
– "وماذا عن البرنامج؟ لا يبدو أن معه سلاحًا."
أجاب أمْسِلَم:
– "ليس الجميع بحاجة لسلاح. يمتلكون قوى خاصة، وهو زيزو."
تألّق الفضول في عيني روني:
– "كيف يمكن أن تتمتع بهذه القوة؟"
أكتب أمْسِلَم:
– "عليك أن تقتل الوحش، تكسر بلارته، وتشرب الذي بداخلها. عندها ستختار على القدرة. لكن احذر… إن كان الوحش قوي من أن يحتمله جسدك، ربما تموت."
أطرق روني بقوة بجدية:
– "معلومة ثمينة… سأحفظها جيدًا."
ضحك أمْسِلَم فجأة:
– "ومن الغد ستذهب مع لينا إلى المدرسة. هناك ستتعلم فنون القتال والسحر."
رفع روني حاجبيه:
– " مدرسة؟ لكني متعلم بالفعل."
– "هاها، المدرسة عندنا مختلفة. إنها مصممة للتحكم بطرق القتال وكيفية التحكم في السحر."
تريد رون قليلًا قبل أن يسأل:
– "وأين تجد الوحوش لقاتلها؟"
– "بسيطة. يمكنك الذهاب من السوق... أو اصطيادها. ولكن في حالتك، من الأفضل أن تشتريها."
ومنها رون بحدة:
– "أنا لست ضعيفًا!"
ضحك أمْسِلَم من جديد:
– "المقاتلون البارعون لا يفقدون وعيهم وسط المعركة. على كل حال، أنا مستعجل. نكمل لاحقاً."
بقيت روني وحدها، ثم سمعت بعد ذلك صوت الساعة في معصمه. رفعها فسمعها تقول:
– "أستطيع أن أجيبك عن سؤال دار في ذهنك للتو."
– "هل... هل تقرئين أفكاري؟"
– "فقدت وعيك لوجود استنفدت طاقتك. هذه القدرة تعتمد على الطاقة الشاملة. إن نفدت طاقتك، فلن تتأثر. تدريجيًا ما يكفي وعيك، وكم فقط لن تستطيع الاستفادة."
تنهد روني:
– "يعني كنت على حافة الانهيار منذ البداية."
– "بالضبط. الآن أخبرني… ماذا ستختار؟ أن تكون من الصيادين؟ أم القراصنة؟ أم الحكومة؟"
أجاب روني بهدوء:
- "سأكون من الصيادين. سأطارد كل المفسدين."
- "خيار جيد. لكن عليك أن تنجز مهامك اليومية أولًا."
ابتسم روني بخبث:
– "لقد أنجزتها في الصباح."
قالت الساعة بنبرة وسطى حازمة:
– "لقد انتهيت اليوم بالفعل، ونحن الآن في الليل. لوظيفة اليوم الجديد. تنسَ… لا تعتمد كليًا على قدرة عطش الدماء. اخرج واقتل وحشًا بقوتك الطبيعية، وامتلك القدرة."
وقف روني وهو يتولى مهمة خنجره الجديد:
– "سأفعل. سأبدأ مهامي… ثم أتوجه إلى الغابة. هذه"