WebNovels

عالم الحلم المظلم

DaoistKY7byA
7
chs / week
The average realized release rate over the past 30 days is 7 chs / week.
--
NOT RATINGS
193
Views
Synopsis
يتحدث على شخص كلما ينام يحلم باحلام واقعية جسديا و معنويا
Table of contents
VIEW MORE

Chapter 1 - النائم

**المقدمة + الفصل الأول: الكيان المخيف في وسط الحلم*

 

أصوات الليل تتسلل من بين شقوق النوافذ، ترقص على جدران غرفتي كما لو كانت تعزف سيمفونية من الأسرار.

فوق السطح، القمر يبتسم لي بابتسامة ثقيلة بالوعود، والأفق يشتعل بلونٍ لم أرَ مثله من قبل، بين بنفسجيٍّ وبرتقاليٍّ متداخلين، كأن السماء نفسها تخطّ رسائل سرّية لمن يعرف القراءة.

 

كل شيء هنا يتنفس، حتى الريح التي تمرّ برفقٍ بين شعري، تحمل معها رائحة الغابة بعد المطر، وأحيانًا شمّ الغبار القديم لمدينةٍ منسية، فتشعر كأنها تهزّ قلبك بلا رحمة.

 

ثم يغمرني الحلم فجأة، بلا إعلان.

كطفلٍ يركض في حقلٍ واسع، أجد نفسي أهبط إلى مدينةٍ لم أرها من قبل. الشوارع تتلوّن بالضوء والنار، الأبواب تفتح نفسها كأنها تعرف أنني قادم، والأشجار تتحدث إليّ بلغةٍ غريبة أفهمها دون أن أحاول.

 

جسدي هناك يتحرك وحده، لكنه لا يفارقني، أشعر به كما لو أنه امتدادٌ لوعيي الحقيقي.

وفي مكانٍ ما في أعماقي، أعلم أن كل ما أراه ليس مجرد حلم… بل انعكاسٌ لما أتخيله.

أنا الذي أصنع هذا العالم، وأنا الذي أستطيع تدميره.

 

لكن الوقت هنا غريب.

في هذا المكان، تمرّ **ألف سنة في خمس عشرة دقيقة** فقط من الواقع.

وهذا يعني أن الخطأ الواحد… يمكن أن يعيش معي عمرًا كاملًا.

 

---

 

## ⚡ **الفصل الأول – الجزء الثاني: الرعب والكوابيس**

 

لم أكن أعرف أن الجمال يمكن أن يتحوّل إلى فزع بهذه السرعة.

كانت السماء نفسها تراقبني، والسحب تتكوّر ككائناتٍ ضخمة تبتلع القمر.

كل صوتٍ صار صدىً، وكل ظلٍّ صار روحًا تراقبني من بعيد.

 

خطوت إلى الأمام، والماء الذي كان يلمس قدمي بدأ يسخن كأنه يغلي.

سمعتُ الهمسات من جديد، لكنها هذه المرة ليست ناعمة… بل غاضبة.

كانت تردد اسمي، ثم تضحك، ثم تصمت فجأة كأنها تنتظر خطئي التالي.

 

المدينة التي صنعتها بدأت تنهار، الأبراج المضيئة تذوب كالشمع، والسماء تصرخ بلونٍ أحمر قاتم.

في وسط كل هذا، كان الكيان يقترب — الظل الذي يحمل ملامحي — يمشي نحوي بخطواتٍ بطيئة كأن كل خطوة تزرع الرعب في صدري.

 

صرخت فيه:

 

> "لماذا تشبهني؟!"

 

أجاب بصوتي نفسه، لكن صوته بدا أعمق، أثقل، كأنه خارج من باطن الأرض:

 

> "لأنك أنت من صنعتني."

 

تراجعتُ خطوةً، لكن الأرض لم تعد أرضًا، بل مرآة مكسورة تعكس آلاف النسخ مني،

كل نسخة تبتسم بشكلٍ مختلف… بعضها شرير، وبعضها يبكي.

 

ثم سقطت.

لم أشعر بالألم، فقط بردٌ يلتهم روحي ببطء، وصوتٌ واحد يتكرر داخلي:

 

> "احذر مما تتخيله، فليس كل ما تخلقه يعرفك

 

---

 

**الفصل الثاني – الجزء الأول: جنة العرب**

 

حين فتحتُ عيني، لم أجد ظلامًا هذه المرة، بل نورًا يغمر المكان كله.

كنت في سهلٍ واسعٍ تملؤه الزهور من كل لون، والسماء صافية كأنها لم تعرف يومًا الغضب.

العصافير تغني بأصواتٍ لم أسمعها في حياتي، والهواء نقيّ لدرجة شعرتُ أنه يغسل قلبي.

 

كانت الأرض ناعمة تحت قدمي، والنسيم يمرّ كلمسةٍ رحيمة.

هناك في الأفق، نهرٌ يلمع كالزجاج، ووراءه واحاتٌ خضراء تمتد بلا نهاية.

كانت هذه **جنة الأرض** — لا جنة الخلود، بل **جنة الجمال والسكينة** التي لا يقدر عليها سوى خيالٍ مؤمنٍ بالله، يرى في الطبيعة أثر الخالق لا بديلاً عنه.

 

جلستُ على صخرةٍ بيضاء أتأمل المشهد، وقلبي يتمتم دون أن أشعر:

 

> "سبحان من أبدع هذا الجمال، ولو كان حلمًا فهو من رحمته."

 

في تلك اللحظة، لم يكن فيّ خوف ولا رعب.

كان هناك فقط **سلام** — كأن العالم بعد كل الكوابيس قرّر أن يمنحني استراحة صغيرة قبل أن يبدأ الفصل القادم من الحلم.

 

---

 

**ملاحظة:**

اللهم إني أعوذ بك أن أكون من الكافرين أو المشركين،

وأعوذ بك من أن يضلّ قلبي بعد إذ هديتني. 🌙

الفصل الثالث – الجزء الأول: "الذكريات التي ليست لي"

 

استيقظتُ هذه المرة وأنا لا أعرف أين أنا.

لم تكن الغرفة كما تركتها، ولم تكن السماء كما أعرفها.

كل شيء حولي يشبهني… لكنه ليس لي.

 

على الجدار صورٌ لوجهي وأنا أبتسم، لكن في الخلفية جثثٌ بلا ملامح.

على الطاولة أوراقٌ موقّعة باسمي في صفقات مظلمة.

وفي المرايا… انعكاسي يبتسم بثقةٍ لا أملكها.

 

همستُ لنفسي:

 

> "ما هذا؟ من أنا؟"

 

جاء الصوت من الخلف، هادئًا كمن يروي حلماً قديماً:

 

> "أخيرًا تتذكّر، أيها البائع الكبير… بائع الأرواح."

 

استدرتُ، وكان الكيان هناك،

شبيهًا بي أكثر من أي وقتٍ مضى — نفس الملامح، نفس العينين، نفس الهدوء المخيف.

 

قال مبتسمًا:

 

> "كنتَ تبيع الألم للآخرين كي تشتري راحةً لنفسك.

> كنتَ تظن أنك بريء لأنك كنتَ تحلم، لكن الحلم… كان أنت."

 

صرختُ فيه:

 

> "كذب! هذا ليس أنا!"

 

ضحك بصوتٍ منخفض:

 

> "بل هو أنت الذي تخفيه عن نفسك. أنا ذاكرتك التي خبّأتها في الظل."

 

وفجأة بدأت الصور تتحرك.

مشاهد تتتابع أمامي:

ناس يصرخون، وأنا أمشي بينهم بثيابٍ غريبة، كأنني مجرم لا يعرف الرحمة.

ثم أطفالٌ يهربون مني، وأنا أحمل بيدي حقيبة مليئة بالظلام.

 

حاولتُ إغلاق عينيّ، لكن الصور لم تتوقف.

كلها تشبهني.

كلها تقول إنني قاتل.

 

بدأتُ أتنفّس بسرعة، قلبي يضرب كطبول الخوف.

لم أعد أعرف إن كنت بريئًا أو مذنبًا.

هل يمكن أن أكون فعلت كل هذا دون أن أتذكر؟

هل يمكن للحلم أن يسرق ذاكرتي؟

 

الكيان اقترب، ومدّ يده إلى كتفي:

 

> "أترى؟ أنا الحقيقة. أنت الكذبة."

 

شعرتُ بنفسي أختنق من الداخل.

صوت أمي تردّد في أعماقي فجأة، دافئًا، رقيقًا كما لو جاء من زمنٍ بعيد:

 

> "يا بنيّ، لا تصدّق ما يطفئ قلبك. الظلام لا يصنع الذاكرة، بل يسرقها."

 

رفعتُ رأسي وقلت بصوتٍ مبحوح:

 

> "أنت لست الحقيقة… أنت ما تبقّى من خوفي."

 

---

 

## 🌌 الفصل الثالث – الجزء الثاني: "ثمن النور"

 

في تلك اللحظة، تغير كل شيء.

السماء انفتحت كجرحٍ من نور، والمدينة من حولي بدأت تتلاشى.

الكيان ابتسم، كأنه يعرف النهاية قبل أن تبدأ.

 

قال لي:

 

> "إن قتلتني، ستقتل شيئًا منك. هل أنت مستعد؟"

 

أغمضتُ عينيّ، وتذكّرت كل الوجوه التي أحببتها —

أبي وهو يضحك في الصباح،

أمي وهي تدعو لي قبل النوم،

ضحكتي القديمة قبل أن أعرف الخوف.

 

ثم همست:

 

> "نعم."

 

مددتُ يدي نحو صدره، وكل شيء حولي صار أبيض كوميض البرق.

شعرت بحرارةٍ غريبة تمرّ في جسدي، كأنّ شيئًا انكسر بداخلي.

ثم سقط الكيان أرضًا، يتفتت كالرماد، واختفى.

 

ساد صمت.

صمت عميق…

كأن الحلم انتهى أخيرًا.

 

فتحتُ عينيّ، وكنتُ في غرفتي من جديد.

كل شيء كما كان — السرير، النافذة، الكتب.

لكن الجوّ كان باردًا بشكلٍ مؤلم، وشيئًا في المكان تغيّر.

 

نظرتُ إلى الساعة، كانت الثالثة فجرًا.

قمتُ لأتأكد من أن كل شيء بخير،

فتحتُ باب غرفة أمي لأطمئن عليها…

لكنها لم تكن هناك.

 

السرير خالٍ، والمصحف على وسادتها مفتوح على آية:

 

> **"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ."**

 

جلستُ على الأرض أبكي بصمتٍ لم أعرفه من قبل.

لم تمت أمي — لكني شعرتُ أنها **رحلت من عالمي**، كأن الله أخذها إلى عالمٍ أنقى، حين قررتُ أنا أن أقتل ظلي.

 

في تلك اللحظة فهمت.

الكيان لم يكن عدوّي، بل كان **جزءًا من نفسي المريضة**.

وحين حطمته…

أخذ معه من أحبّ شيئًا.

 

---

 

**ملاحظة البطل الأخيرة:**

 

> "تعلمت أن لا أقتل ظلي، بل أروّضه بالإيمان.

> لأن الظلام لا يختفي بالانتقام،

> بل حين تضيء قلبك بنورٍ لا يُطفأ."

 

🔥 تمام، نبدأ الآن مع الجزء الأول من الرواية الكبرى، بأسلوب أدبي راقٍ مثل روايات نجيب محفوظ، من **الفصل الرابع إلى السابع** — بداية من الفصل الرابع:

 

## ✦ الفصل الرابع: حرب النور والظلّ ✦

 

---

 

### 🕯️ البداية: ما قبل العاصفة

 

كان الصباح رماديًّا كأن السماء نفسها تخاف أن تشرق.

جلس **أمين** قرب النافذة، يحدّق في الأفق الملبّد بالضباب، وكأن المدينة قد نسيت أن تتنفس.

الهدوء ثقيل… حتى العصافير لم تعد تغني.

في قلبه، كان يشعر بأن شيئًا يتكوّن في مكانٍ ما، بعيدًا عن حدود هذا العالم.

 

منذ تلك الليلة التي حلم فيها بالكيان، تغيّر كل شيء.

لم يعد النوم راحة، ولا الصحو طمأنينة.

حتى المرآة صارت تنظر إليه بخوف، كأنها تخشى أن تعكس أكثر مما ينبغي.

 

في أحد الأيام، وبينما كان يسير في الطريق المؤدي إلى المدرسة، أحسّ ببرودةٍ غريبة تسري في جسده.

نظر حوله… فلم يجد أحدًا.

لكن الأرض نفسها كانت ترتعش بخفّة.

الهواء أصبح أثقل، وصوت صفيرٍ خافت بدأ يعلو شيئًا فشيئًا، حتى صار أشبه بصراخٍ مكتوم.

 

وفجأةً انشقّت السماء.

ليس مجازًا — بل حقًا.

خطٌّ من الضوء نزل من السماء إلى منتصف المدينة، تبعته دوامة من الرماد والنار.

هرب الناس في كل الاتجاهات، وصوت الرعب ملأ الشوارع.

وقف أمين مكانه، لا يتحرّك، وكأن قوةً خفيّة تشده إلى مركز العاصفة.

 

ومن قلب تلك الدوامة خرج **"ليور"** — النور الذي حلم به ذات مرة.

وجهه مشرق، وصوته كأنما يأتي من أعماق السماء.

 

> "أمين… حان وقت الاختيار."

 

ارتجف قلبه:

 

> "اختيار ماذا؟"

 

> "النور أو الظلّ. لا أحد يبقى في المنتصف إلى الأبد."

 

وبينما يتحدّث، بدأ يتكوّن على الجانب الآخر من الأفق **ظلٌّ هائل**، أعظم من كلّ شيء رآه في أحلامه.

كان ذلك هو **الظلّ الأعظم** — الكيان الذي يسكن خوفه منذ البداية.

وجهه خالٍ من الملامح، لكن صوته كان يشبه صدى ضحكةٍ مألوفة.

 

> "أمين… كم اشتقت إليك."

 

تجمّد المكان بين القوتين — النور والظلام، والفتى الصغير في المنتصف.

 

---

 

### ⚔️ اشتعال الحرب

 

لم يفهم أمين كيف وجد نفسه هناك، في ميدانٍ يشبه صحراءً من الزجاج المكسور.

السماء تشتعل بألوانٍ غريبة: أزرق، أحمر، ذهبي، وكلّها تتداخل في دوامةٍ من الفوضى.

في الأفق، كانت جيوش الظلال تزحف، لا تُحصى.

مليارات من الأشكال السوداء تتحرك في انسجامٍ مخيف.

 

> "إنهم لا نهاية لهم!" صرخ أمين.

> "لن تنجو إلا إذا آمنت بنورك الداخلي"، أجابه ليور.

 

رفع أمين يده، فانبثق من صدره نور أزرق لامع، كأنه شهاب من قلبٍ محترق.

لكن الجيوش كانت كثيرة، والموجة الأولى وحدها كادت تبتلعه.

صوت الصدام بين الضوء والظلال كان أشبه بعاصفةٍ من الحديد والنار.

 

سقط، نهض، قاتل، ثم سقط من جديد.

وفي كل مرة ينهض فيها، يسمع صدى صوتٍ خافت يقول له:

 

> "أنت لست من هنا يا أمين… أنت صدى من حلمٍ آخر."

 

بدأ يفقد التركيز، وبدأ النور في يده يبهت.

اقترب ليور منه، وضع يده على كتفه:

 

> "اثبت… النور معنا."

 

لكن في تلك اللحظة، ابتسم الظلّ الأعظم ابتسامةً خبيثة وقال:

 

> "بل معي."

 

وانشقّ ليور نصفين، كما لو أنه وهمٌ من الضوء، ليظهر من داخله وجه الظلّ نفسه.

لقد كان **النور والظلام كيانًا واحدًا** منذ البداية.

خدعة كبرى، وفخّ محكم.

 

صرخ أمين:

 

> "خنتني!!"

> "لم أخنك… أنا فقط أظهرت حقيقتك."

 

أُحيط بأمواج الظلال، يداً بيد، كأنهم بشرٌ بلا عيون، يزحفون نحوه بلا نهاية.

تراجع، لكنهم كانوا أسرع.

سقطت سيف النور من يده، وغرقت الأرض في السواد.

 

---

 

### 🩸 النهاية الأولى

 

حين استيقظ، وجد نفسه في ساحةٍ من الخراب.

السماء سوداء، والأرض تغلي.

جسده مغطى بالرماد، ويده اليسرى لم تعد موجودة.

 

لم يشعر بألم، فقط صمتٌ غريب يسكنه.

رفع رأسه إلى السماء وقال بصوتٍ مبحوح:

 

> "يا رب… هل أنا ميت؟"

 

لم يأتِه رد، لكن الريح مرّت على وجهه كأنها تواسيه.

عرف أن الحرب لم تنتهِ، بل بدأت الآن فقط.

 

---