---
النظام: ميلاد الممالك
الفصل الأول: ولادة جزيرة آدم
جلس آدم على حافة شرفته، يحدق في السماء الزرقاء الصافية كما لو كانت تنسج مستقبله. لم يكن يدري أن حياته على وشك أن تتغير إلى الأبد في الساعات القادمة. فجأة، ظهر رمز غريب على شاشة صغيرة في زاوية غرفته، متوهجًا بضوء أزرق نيون. تكلم صوت هادئ، غامض، لكنه حازم:
آدم، لقد اختارك النظام. ستصبح قائدًا لأمة، وستُمنح جزيرةً مساحتها عشرة كيلومترات مربعة في المحيط. استعد لبناء مملكتك.
ابتلع آدم ريقه بصعوبة. لم يصرخ أو يتحرك بسرعة؛ بل أخذ نفسًا عميقًا وأغمض عينيه للحظة. انطلقت أفكاره بسرعة: الجزيرة، الأمة، المسؤولية، الموارد، المهام... كل شيء يتطلب تخطيطًا دقيقًا.
ظهرت على الفور خريطة افتراضية تُظهر حدود جزيرته الصغيرة. كانت غنية بغابات كثيفة، وموارد معدنية محدودة، وبحيرات مياه عذبة تكفي لمئتي شخص، وشواطئ مناسبة لإنشاء موانئ تجارية. بجانب الخريطة، وُضعت لوحة صغيرة وامضة توضح المهام الأولية:
1. بناء مستودع موارد أساسي - 50 نقطة
2. قم بتجنيد أول 10 مواطنين - 100 نقطة
3. إنشاء مكتب إداري – 30 نقطة
وأضاف النظام:
اللاعبون الذين يُنجزون مهامهم أولاً سيُحرزون تصنيفات أعلى ونقاطًا إضافية. يُحدد التقدم المُبكر قوة كل دولة في المستقبل.
ابتسم آدم. بالنسبة له، كان الاقتصاد سلاحه الأول. "لن أتسرع في الصراعات الآن... عليّ بناء أساس متين. أي خطوة خاطئة قد تدفعني إلى مناصب أدنى."
أصدر أوامره فورًا: بناء المستودع، وتجهيز المساكن، وتسجيل المواطنين، وإرسال طلبات لتجنيد خمسة من أفضل المواطنين المتاحين من المغرب، والسعودية، وأمريكا، والصين، والجزائر. كان لكلٍّ منهم مهارات ونقاط فريدة: القوة البدنية، والإبداع، والقدرة على التداول، والولاء، والدفاع.
بينما كان يراقب جزيرته من الأعلى، لاحظ وهجًا أحمر على الخريطة. كانت جزيرة مجاورة تحت سيطرة لاعب آخر. لم تقع أي معركة بعد، لكنها كانت تذكيرًا ببدء المنافسة. "لن أتسرع في الحرب الآن... سأبني اقتصادًا قويًا أولًا، وأركز على جذب أفضل المواطنين لكسب أكبر عدد ممكن من النقاط."
شعر آدم بمزيج من الخوف والحماس. فكّر مليًا في كل تفصيلة: تخصيص الموارد، وأولويات البناء، وترتيب المهام. كل خطوة محسوبة، وكل قرار سيؤثر على ترتيبه بين مئة قائد حول العالم. سيكافئ النظام المتفوقين بنقاط إضافية ومكافآت خاصة، وأولئك الذين ينجحون أولًا سيكونون الأقوى في المستقبل.
أثناء التخطيط، فكّر في استراتيجية استقطاب المواطنين: أيّ دولة سيختار أولاً؟ من سيكون الأكثر فائدة؟ كيف سيضمن ولائهم؟ كلّ خيار سيضيف نقاطًا ويؤثر على نموّ اقتصاده.
وهكذا بدأت رحلة آدم كقائد لدولة جزرية صغيرة في قلب المحيط. اقتصاد، ذكاء، استراتيجية، وصبر. كان يعلم أن القوة والجيش والسياسة ستأتي لاحقًا، لكن البداية كانت دائمًا تعتمد على التخطيط الذكي.
.
(يتبع في الفصل الثاني…)
---