WebNovels

Chapter 1 - Unnamed

.وانغ

---

الفصل الأول: بداية في أعماق العالم الخالد

في عالم لا يعرف الحدود، حيث تمتد المساحات بلا نهاية، وتتعانق القمم السماوية مع بحار النور، يوجد عالم يُدعى العالم الخالد.

إنه المكان الذي تُولد فيه الأساطير وتُختبر فيه كل إرادة، عالم لا يُقاس بالزمن ولا تحده القوانين.

لا يوجد في هذا العالم شيء يسمى حدًّا أو مستحيلاً؛ كل شيء فيه ممكن لمن يملك الموهبة والعزيمة.

إنه قلب الوجود، الموطن الذي يسعى إليه كل من يطمح للخلود. ولهذا أطلق عليه الحكماء عبر العصور القلب الأم، لأنه الأصل والمنبع، والمكان الذي تبدأ منه رحلة كل مزارع نحو الخلود الحقيقي.

على عكس العوالم السفلية التي تسيطر عليها أعراق واحدة أو طوائف محدودة، فإن العالم الخالد موطن لكل الكائنات.

فيه أعراق الخالدين والعمالقة والتنانين القديمة وأرواح السماء، وكلها تتنافس على السلطة والمعرفة.

لكن رغم اتساعه، يبقى العالم الخالد عادلًا بطريقته القاسية: لا يمنح القوة إلا لمن يستحقها فعلاً، ولا يرحم من يضعف أمام المصاعب.

إنه عالم لا يعترف بالشفقة، بل بالجهد والمثابرة وحدهما.

وفي زاوية بعيدة من هذا العالم العظيم، في منطقة التعدين التابعة لطائفة هايون الخالدة، كان هناك منجم للفئة المنخفضة.

هو مكان مظلم، لا يسمع فيه سوى صوت المعاول تصطدم بالصخر وصيحات العمال المرهقين.

الهواء هناك ثقيل، والغبار يغطي الوجوه والثياب، والجاذبية الخانقة تجعل حتى أبسط حركة كأنها معركة ضد الجبال نفسها.

وسط كل ذلك، كان شاب نحيل الجسد، ملابسه ممزقة ووجهه مغطى بالتراب، يمسك بمعوله الثقيل ويحاول أن يضرب الجدار الحجري أمامه.

كل ضربة كانت تستهلك منه قوة هائلة، ومع ذلك لم يتوقف حتى سقط المعول من يده وسقط هو الآخر على الأرض، يلهث بتعب شديد.

كان اسمه وانغ فنغ.

شاب متوسط الطول، شعره فضي طويل يتساقط على كتفيه، وعيونه زرقاء صافية كالماء النقي، وبشرته ناعمة على غير عادة عمال المناجم.

حتى في هذا المكان المقرف والمظلم، كان يبدو مختلفًا، كأنه ينتمي لعالم أعلى.

جلس على الأرض وهو يحدق في السقف الحجري فوقه، وأفكاره تعود إلى الوراء…

تذكر كل ما مرّ به، منذ اليوم الذي استيقظ فيه في العالم السفلي.

حينها كان مجرد مزارع ضعيف لا يملك سوى عزيمته، لكن مع مرور الزمن، واجه كل أنواع الصعاب، قاتل الملوك، وتحدى السماء نفسها حتى أصبح من أقوى مخلوقات عالمه.

في النهاية، صار يُعتبر خالدًا هناك، يمتلك الثروة والقوة، وكانت كلمته كالقانون.

لكن القوة العظيمة لها ثمنها، فعالمه لم يعد يتحمل وجوده.

الطاقة التي جمعها تجاوزت حدود ذلك العالم، فلفظه بقوة ودفعه نحو الأعلى… نحو العالم الخالد.

ظنّ وانغ فنغ حينها أن الرحلة انتهت وأنه بلغ القمة، لكنه لم يكن يعلم أن ما عاشه سابقًا لم يكن سوى البداية.

مرت الآن ثلاثمئة عام منذ صعوده إلى العالم الخالد، لكنه لم يحقق شيئًا.

بدلاً من أن يصبح خالدًا حقيقيًا، انتهى به الأمر كعامل في منجم تابع لطائفة لا يعرفها أحد من الطبقات العليا.

ففي قوانين هذا العالم، كل من يصعد من العوالم السفلية يُعتبر مبتدئًا ضعيفًا، ويُفرض عليه أن يعمل في المناجم لمدة ألف عام قبل أن يُسمح له بالحرية.

ذلك لأن القوة التي كان يمارسها في العالم السفلي تُسمى القوة الروحية، أما هنا فالقوة مختلفة تمامًا، تُعرف باسم القوة الخالدة، ولا يمكن لأي صاعد استعمالها حتى يحصل على ما يسمى بذرة الخلود ويصنع أساسًا خالدًا خاصًا به.

طوال ثلاثمئة عام من العمل في المناجم، لم يقترب وانغ فنغ حتى من هذه المرحلة.

كان يائسًا، محطمًا من الداخل.

كل يوم يستيقظ على نفس الصوت، نفس الجدار، نفس المعول الذي يزن أكثر من ألف رطل بسبب الجاذبية القوية لهذا العالم.

مجرد رفعه مرة واحدة يتطلب جهدًا خارقًا، فما بالك بالعمل به من الفجر حتى الليل.

تنهد وهو ينظر إلى يديه المتشققتين.

كم من الألم تحمّل؟ كم مرة اقترب من الموت؟

كل ما بناه في العالم السفلي ضاع. لا أصدقاء، لا عائلة، لا امرأة لمسها في حياته.

لقد عاش وحيدًا، وقاتل وحيدًا، والآن يُعاقب وحيدًا في أعماق الأرض.

كان يشعر أن هذا العالم ظلمه، وأن كل ما فعله لم يكن له معنى.

ثم رفع نظره ورأى أمامه شيئًا غريبًا.

شاشة زرقاء شفافة ظهرت في الهواء أمامه، لا يراها أحد سواه.

كانت نفس الشاشة التي ظهرت له يوم استيقظ في العالم السفلي، مكتوب عليها نفس الجملة القديمة:

> جارٍ الإيقاظ...

زفر بانزعاج وضرب الأرض بقبضته.

"تِلك الشاشة اللعينة..." تمتم بغيظ.

لقد ظلت تظهر له طوال هذه السنين دون أن تفعل شيئًا.

كان يظن في البداية أنها نوع من الفرص أو النظام السري الذي يرافق المختارين، لكنه أدرك لاحقًا أنها مجرد وهم.

كل قوته السابقة صنعها بجهده وحده، دون أي مساعدة من تلك الشاشة الغامضة.

لماذا تظهر الآن مجددًا؟ بعد كل هذا الوقت؟

وقف وانغ فنغ ببطء، قبض على معوله الثقيل بكل قوته، وبدأ يضرب الجدار أمامه بعنف.

كل ضربة كانت تخرج ما بداخله من غضب وقهر.

صوت الاصطدام تردد في أنحاء النفق، والشرر تطاير من الحجارة الصلبة.

تساقطت بعض القطع البيضاء الصغيرة من الجدار، كانت حجارة خالدة منخفضة المستوى، لكنها لم تهمه على الإطلاق.

استمر يضرب بقوة أكبر وأكبر، حتى بدأ ذراعه يرتجف من شدة الإجهاد.

ثم، وفي لحظة غير متوقعة، عندما أنزل معوله بضربة قوية، شعر بقوة غريبة تضرب يده وترجعه إلى الوراء عدة خطوات.

تجمد في مكانه وهو يحدق أمامه بدهشة.

هناك، في النقطة التي ضربها، بدأت قطرة حمراء صغيرة تظهر من بين الصخور.

كانت تتموج كالسائل الحيّ، تصدر ضوءًا خافتًا كوهج النار.

بدت كأنها تنبض، وكأنها تملك حياة خاصة بها.

تسارعت أنفاس وانغ فنغ، وعيناه اتسعتا بدهشة.

"ما هذا؟ دم؟ أم طاقة؟"

اقترب بحذر، والشعور الغريب في قلبه ازداد.

ذلك الضوء الأحمر لم يكن مجرد وهج… كان نداءً، كأن شيئًا في داخله يتجاوب معه.

في تلك اللحظة، ارتجّت الشاشة الزرقاء أمامه فجأة، وتغيرت الكلمات عليها لأول مرة منذ مئات السنين:

> تم الكشف عن طاقة من مستوى عالٍ... البدء بعملية الإيقاظ.

شعر وانغ فنغ بقشعريرة تسري في جسده، بينما القطرة الحمراء بدأت تطفو أمامه ببطء، تدور وتتموج كأنها تبحث عن شيء ما.

رفع يده دون وعي، وحين لامست القطرة أطراف أصابعه، سطع نور أحمر قوي أضاء النفق كله...

وانفجر المنجم من حوله بنورٍ لا نهاية له.

---

ZEROo؟

More Chapters