في الليلة التالية، لم تستطع ليلى النوم. كانت الكلمات الأخيرة في الكتاب تلمع في ذاكرتها:
"العالم بخير... بفضلكِ."
لكن شيئًا ما لم يكن بخير…
المرآة القديمة في غرفتها بدأت تُصدر همسات خافتة، كأن أحدهم يناديها من داخلها. اقتربت بحذر، لترى انعكاسها يبتسم بينما وجهها الحقيقي ظل جامدًا.
قال صوتٌ ناعم من داخل الزجاج:
"ليلى… العالم الذي أنقذته ليس العالم الوحيد."
تراجعت بخوف، لكن الضوء الفضي عاد ليغمر الغرفة، وظهرت على سطح المرآة خريطة غريبة لمدينة مغمورة بالضباب، مكتوب تحتها:
"المدينة س – موطن الأسرار."
مدّت ليلى يدها نحو الزجاج… فابتلعتها المرايا.
وجدت نفسها في شارع طويل تملأه الأنوار البنفسجية والظلال الهائمة. الهواء كان ثقيلاً كأن الزمن نفسه متوقف.
صوت آخر همس في أذنها:
"احذري الحراس، إنهم يشتمّون رائحة الضوء."
أدارت رأسها، فرأت مخلوقات ترتدي عباءات سوداء، تتحرك بلا أصوات، وعيونها تلمع كالجمر.
كانت المدينة تنبض بالأسرار… وكل باب يخفي حكاية، وكل ظل يحمل وجهاً تعرفه.