WebNovels

Chapter 15 - ss

الفصل 0 – ما قبل النسيان

"قبل أن يُولد الظل الأخير، كانت هناك نار. وقبل أن تتكلم النار، كان هناك صمتٌ، حفظ فيه العالم أنفاسه الأخيرة."

هكذا تبدأ المخطوطة المحظورة التي عُثر عليها في أنقاض مكتبة "أورفال القديمة"، ملفوفة بجلدٍ أسود لا يُعرف أصله، ومكتوبة بحبرٍ لم يجف منذ ألف عام.

في الأزمنة الأولى، لم تكن القارات كما نعرفها الآن. لم يكن هناك شمال وجنوب، ولا عروش، ولا سيوف بأسماء. كانت الأرض واحدة، يحكمها نظامٌ خفيّ يُسمّى ميزان الشعلة.

كان هذا الميزان قوة تتوزّع بالتساوي بين الكائنات: الإنسان، والوحش، والمجهول. ومن خالف هذا التوازن... احترق.

لكن في لحظةٍ ما — يسميها البعض "الانشقاق الأول" — حاولت إحدى السلالات البشرية من قارة كاليا أن تُمسك بالشعلة وحدها.

يقول الكهنة إن تلك العائلة أُحرقت بالكامل على أيدي البشر، كعقوبة على خطيئتها…

لكن البعض يهمس بأنهم لم يموتوا، بل اندمجوا بالنار نفسها.

وأن أبناءهم، الملعونين بالصمت والاشتعال، ما زالوا يمشون بيننا… بأجساد بشر، وقلوبٍ تنبض بلعناتٍ لم تُغفر.

منذ ذلك الحين، تغيّر لون السماء فوق كاليا كلما اقترب أحد من السيف الأسطوري.

وصار الليل أطول كلما وُلد طفل بعينٍ لا تنظر إلى العالم… بل إلى ما تحته.

في كتاب منسيّ، دوّنه ناسكٌ أعمى من الجنوب الملعون، كُتب:

"سيأتي ظلٌّ لا يملك انعكاسًا، لكنه يحرق كل مرآةٍ تراه."

"لن ينتمي لأي أرض، ولن تقيّده لغة، ولن يرحم من يبحث عن وجهه في عينيه."

"هو لا نبيّ، ولا وحش… بل نتيجة. آخر ما تبقّى من ماضٍ رفض أن يُدفن."

ويُقال إن هذا الظل، إن وُلد، لا يمكن كتمه…

لأن العالم نفسه سيتنفس معه،

والسيوف ستستيقظ من سباتها، واحدًا تلو الآخر.

ومع استيقاظها،

ستتحرك الكيانات التي نسينا أسماءها،

وتتنفّس الأرض من شقوقها القديمة،

لا لتُعيد التوازن… بل لتحرّق من ظنّ أن النسيان خلاص.

"أوه… وأخيرًا انتهيت من كتابة الفصل الأول!"

تنفست بعمق، نظرت إلى الشاشة المضيئة أمامي، وابتسمت.

بعد أيامٍ من التفكير والسهر، تمكنت أخيرًا من إنهاء أول فصلٍ من روايتي.

لكن قبل أن أُكمل… من أنا؟

اسمي هيكارو، شابّ في ريعان شبابه يعيش مع عائلته التي لا تُعد غنية ولا فقيرة — فقط في مكانٍ ما بينهما.

لطالما أحببت القصص والروايات، وكنت أجد نفسي داخلها أكثر مما أجدها في الواقع.

وفي أحد الأيام قررت أن أبدأ كتابة روايتي الخاصة.

في البداية كان هدفي بسيطًا: أن أجني بعض المال لأعيل نفسي وأردّ الجميل لوالديّ.

لكن شيئًا ما تغيّر بعد أن غصت أكثر في هذا العالم…

أصبح هدفي أن أكتب رواية تتجاوز كل ما كُتب من قبل.

قد يكون ذلك مستحيلًا، لكن… أليس الحلم أول خطوة نحو الجنون الجميل؟

نظرت إلى الساعة — الثانية بعد منتصف الليل.

"يجب أن أنام الآن… غدًا سأبدأ الفصل التالي."

ألقيت بجسدي على السرير، أغمضت عينيّ، وبدأت أفكّر في المشاهد القادمة.

كل الخطوط العريضة كانت محفورة في ذهني، لكن ما زال ينقصها شيء… الروح.

وبينما كانت أفكاري تتداخل ببطء… أخذني النوم على حين غفلة.

لكن…

رأيت حلمًا غريبًا.

كانت السماء حالكة السواد، تتلألأ فيها نجوم ساطعة كأنها ثقوب في العدم.

وقفت على أرضٍ رمادية باهتة، داخل معبدٍ قديمٍ يضجّ بالصمت.

أمام عينيّ وقف شخصان.

في داخلي قلت بدهشة:

"ما هذا؟ من هذان؟ يبدو أنني أعرف أحدهما…"

كان الأول رجلًا طويل القامة، شعره اصفر يصل إلى كتفيه،

عيناه تلمعان كأنهما تحملان رماد حربٍ انتهت منذ زمن.

كان يرتدي درعًا قديمًا يذكّر بفرسان العصور الماضية.

أما الثانية… فكانت فتاة فاتنة، بشعرٍ ذهبيٍّ ووجهٍ ناعمٍ كضوء القمر، ترتدي ثوبًا أنيقًا يشبه ملابس المناسبات القديمة.

لكن قبل أن أنطق بشيء، رفع الرجل نظره نحوي، وابتسم ابتسامة باهتة.

نظرة رجلٍ فقد الأمل، أو ربما سلّمه بيده.

ثم قال بصوتٍ خافتٍ، اخترقني كحدّ السيف:

"أعلم أن لديك الكثير من الأسئلة الآن... لكن هذا ليس وقتها.

آسف، لأنني سلّمتك هذا المصير بيدي.

افعل ما لم أستطع فعله، حتى لو اضطررتَ لتمزيق العالم نفسه.

لأنك، شئت أم أبيت... أنت من أشعل بداية كل شيء.

تذكّر كلماتي، هيكارو—

عندما يعود كل شيء إلى نقطة البداية... سنلتقي مجددًا."

More Chapters